أكد خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تنسيقية القوى المدنية “تقدم”، أن حالة الهياج التي انتابت عناصر النظام السابق عقب خطاب القائد العام للقوات المسلحة كشفت بوضوح أهداف هذه الحرب الإجرامية. وأوضح أن حزب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية يسعيان إلى استغلال هذه الحرب للهيمنة الكاملة على السلطة، دون أي اكتراث لدماء الأبرياء التي أريقت أو لحياة المواطنين التي دُمّرت بفعل هذه الكارثة.
وأشار خالد عمر يوسف إلى أن قيادات الحزب المحلول تنافست في إطلاق التصريحات عقب خطاب البرهان، بين مهاجمٍ ومهادنٍ له بشكل تكتيكي، بينما لم يُسمع لهم صوتٌ في مواجهة الكوارث الإنسانية التي عصفت بالسودانيين. وأضاف أنهم تجاهلوا معاناة الجوع، الفقر، اللجوء، النزوح، وكافة الجرائم التي استهدفت الأبرياء، مما يؤكد أن محركهم الوحيد هو السعي وراء السلطة. وأوضح أن تصريحاتهم التي ملأت الوسائط عقب خطاب البرهان كشفت دون مواربة عن حقيقة هذه الحرب وأهدافها.
وألقى خالد الضوء على العلاقة التاريخية بين الحركة الإسلامية والقوات المسلحة، مشيرًا إلى أنها ظلت مرهونة بمدى قدرة الحركة على تطويع المؤسسة العسكرية لخدمة أجندتها الحزبية. وقال إن الحركة الإسلامية تدّعي الحرص على الجيش، بينما هي أكثر من أضرّ به عبر اختراقه بعناصرها، وزجّه في حروبها وانقلاباتها، وإنشاء جيوش موازية له. وذكر أن شعاراتها تتغير وفق مصالحها، حيث تتغنى باسم الجيش حين يخدم أهدافها، ثم تنقلب عليه وتهاجمه بأقذع الأوصاف حين تتعارض مواقفه مع مصالحها.
وأكد خالد عمر يوسف أن مصلحة السودان تكمن في بناء جيش وطني مهني وقومي موحد، بعيد عن السياسة والاقتصاد، وخالٍ من أي وجود حزبي، مع تحريم إنشاء أي قوات موازية تحت أي ذريعة. وأشار إلى أن تناسل كتائب الحركة الإسلامية في هذه الحرب، مثل كتائب “البراء” وغيرها، يظهر بوضوح أساليبها في التكسب من خطابات الحرب والتغني بشعارات كاذبة عن الكرامة والجيش.
وختم خالد عمر يوسف حديثه بالتأكيد على أن خلاص الشعب السوداني من هذه الكارثة يبدأ بفضح خطابات دعاة الحرب والمستفيدين منها. وشدد على أن هذه الحرب لا طائل منها، وأن المخرج الوحيد للسودان يكمن في حل سلمي يعالج جذور أزماته ويؤسس لعقد اجتماعي جديد، يضمن أن يكون السودان وطنًا يسع جميع أبنائه وبناته دون هيمنة أو تمييز.
