الزحف القادم

عز الدين زكريا عبدالشافع – كاتب و قيادي بحركة العدل و المساواة السودانية

مما لا شك فيه هو أننا سننتصر في هذه المعركة المصيرية، وليس هناك أي بديل غير تحقيق النصر. ومن أجل تحقيق النصر سنقدم كل ما نملك في سبيل محاربة مليشيات الدعم السريع.

لقد حشدت المليشيا كل إمكانياتها العسكرية لمحاصرة وإسقاط مدينة الفاشر الصمود، أملاً في إقامة الدولة الجنيدية بعد فشل مشروع سيطرتها على السودان، ومن أجل إقناع الهاربين من جنودها من محاور كردفان والخرطوم وبقية المدن التي فرت منها.

عملت المليشيا على استخدام الحرب النفسية لزرع الخوف في نفوسنا، وكذلك رفع المعنويات المنهارة لجنودها عبر استهداف المدن بالمسيرات. وبتدميرها للبنى التحتية وتخريب المؤسسات العامة، تريد قيادة المليشيا إثبات وجودها في الساحة، وتريد إرسال رسالة للعالم وحلفائها بأنها ما زالت موجودة وقوية، وأنها تستطيع استهداف أية نقطة في السودان بالمسيرات. لكنهم لا يدركون أن للمسيرات دواء، وبالفعل تم استخدام “العدة” الجديدة في إسقاط كل المسيرات التي حاولت استهداف بورتسودان مؤخرًا.

وكذلك ظنت المليشيا بأنها آمنة في نيالا بعد ما تم مدّهم بمنظومة دفاع جوي، وصدقوا وهم “مبدأ السماء الآمنة” وتحييد الطيران، لكنهم فوجئوا بضربات محكمة ودقيقة جدًا نفذتها نسور الجو ضد أهداف مهمة للغاية، حيث تم استهداف وقتل العشرات من ضباط المليشيا والمرتزقة الأجانب، وبعض المستشارين من دويلة الشر، وكذلك استهداف معسكرات تدريبية حول مدينة نيالا، مما أدى لرعب وخوف كبير وسط المليشيا.

وبعدما تمكنت المليشيا وحلفاؤها في الحياد من فضّ معسكر زمزم للنازحين، وتشريد المدنيين العزّل، وممارستهم لجرائم القتل والنهب في المعسكر، ظنوا بأنهم سيتمكنون من إسقاط الفاشر، التي أثبتت استحالة سقوطها بعد ما تم تشتيت الأوباش الذين حاولوا مهاجمتها مؤخرًا.

لقد صمدت الفاشر لأكثر من 200 هجوم، وستصمد لـ1000 هجمة قادمة، لكننا قبل ذلك سنكون في أسوار المدينة قريبًا.

فـ”الصياد” و”المشتركة” يطاردون الهاربين من المليشيا في صحاري وفيافي كردفان، ويسيطرون يوميًا على مناطق جديدة، وتسجّل دخولها كما حدث نهار اليوم في غرب كردفان، حيث تم سحقهم في أم صميمة والخوي وما حولها من مناطق، والزحف يتواصل، والضعين ستكون في مرمى النيران قريبًا، ونشاهد ونتابع هروبًا جماعيًا لأسر قادة المليشيا نحو الجنوب والجنينة، وقريبًا ستستسلم الضعين أو ستكون رمادًا، وكذلك بابنوسة والمجلد والفولة وغيرها.

كذلك تُعدّ القوة المشتركة والقوات المسلحة في محور الصحراء العدّة لأكبر عملية زحف بري تشهدها البلاد، وذلك بقوة جبارة، وعدّة جديدة وحديثة، يُتوقّع أن تُشكّل نازلة كبرى على المليشيا.

أما في المحور الغربي، فالقوات تنتظر الإشارة للتحرك جنوبًا نحو المدينة الجريحة، مدينة الجنينة، وهناك آلاف الجنود المستعدين لتحريرها من المستوطنين الجدد.

ما حدث في زمزم من قتل وتشريد متعمّد لم يكن حدثًا عاديًا يمر دون تحمّل العواقب، فصمتنا لم يكن تخاذلًا ولا ضعفًا، فالتحرك العسكري يتطلب بعض الحسابات الدقيقة التي تمت مراجعتها، والآن حان وقت دفع الثمن، وتأكدوا بأن الثمن غالٍ جدًا.

هذه المرة ليس هناك مكان تهرب إليه المليشيا، إما أن تستسلم، أو أن نسحقها تحت أقدامنا، وسنعيد مجد شعبنا وكرامته، وسنحاسبهم على جرائمهم ضد الأبرياء الذين تعرضوا للقتل والتنكيل والانتهاكات المختلفة.

قريبًا سيكون السودان خاليًا ونظيفًا من الأوباش، وسيعم الأمن والأمان كل ربوع السودان بمشيئة الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *