هيومن رايتس ووتش في آخر بيان صحفي: أدلة على فظائع جماعية ترتكبها «قوات الدعم السريع» في الفاشر

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن عشرات الفيديوهات المنشورة مؤخراً على مواقع التواصل تُظهر مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يرتكبون «قتلًا غير قانونيًا» وانتهاكات جسيمة بحق مدنيين فارين من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بعد سيطرة الجماعة على المدينة في 26 أكتوبر/تشرين الأول.

وذكرت المنظمة أن الاستيلاء على الفاشر يمثل ذروة حصار دام 18 شهراً وهجمات متواصلة أدّت إلى مجاعة في مخيمات النازحين داخل المدينة وحولها، وأن آلاف السكان غادروا المدينة بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين أو عرضة للخطر. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى تحقيقها وتحليلها لثلاثة عشر فيديوًا بينها تسجيلات صوّرَت قرب الساتر الترابي المحيط بالمدينة تظهر عشرات الجثث ومشاهد إعدام وتعذيب واحتفالات مقاتلين حول ضحايا.

ونقل بيان المنظمة عن المدير التنفيذي الانتقالي في هيومن رايتس ووتش، فيديريكو بوريلّو، تحذيره من أن «سجل قوات الدعم السريع الحافل بالفظائع الجماعية» يفرض تحركًا دوليًا عاجلاً لإيقاف المزيد من الجرائم، ودعا الدول الداعمة للقوات، ولاسيما الإمارات، إلى استخدام نفوذها لوقف الانتهاكات، كما طالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على قيادة الدعم السريع.

ووفقًا للمنظمة، تسبّب الحصار وعمليات الحفر وبناء الساتر الرملي حول الفاشر في منع وصول الغذاء والإمدادات الإغاثية إلى الداخل، ما دفع المدنيين إلى أكل علف الحيوانات، وسجلت منظمات طبية حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال. كما أفاد مستجيبون محليون بزيادة في هجمات الطائرات المسيّرة وسقوط قتلى وجرحى مدنيين خلال الأسابيع الأخيرة.

ودعت هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى التحرك فورًا، بما في ذلك عقد لقاء مع المتضررين وفرض عقوبات تستهدف قيادة قوات الدعم السريع، ومطالبة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول أخرى بفرض عقوبات محددة الهدف لوقف «الانتهاكات الواسعة النطاق» ومحاكمة مرتكبيها وفق القانون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *