جنوب السودان: سلفا كير يعزل نائب رئيس الجمهورية ويجرّده من رتبته العسكرية

في خطوة وُصفت في الأوساط السياسية بجنوب السودان بأنها الأكثر حسمًا منذ سنوات، أصدر رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، أمس، قرارات واسعة أطاحت بنائبه بنجامين بول ميل من جميع مناصبه، بما في ذلك منصب نائب رئيس الجمهورية، ومنصبه الحزبي كنائب أول لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان. كما جرّده سلفا كير من رتبته العسكرية في جهاز الأمن الوطني، مُنزلاً إياه من رتبة فريق إلى جندي، قبل أن يقرر فصله من الخدمة نهائيًا.

وقالت مصادر رفيعة في جوبا، لـ«السوداني»، إن الخلافات بين الرئيس ونائبه تصاعدت خلال الأشهر الماضية، وإن «القشة التي قصمت ظهر العلاقة» كانت عندما أقدم بنجامين على تغيير الحرس الرئاسي لسلفا كير دون إذن أو تشاور، وهو ما اعتبرته الرئاسة تجاوزًا خطيرًا يهدد أمن الرئيس مباشرة. وأضافت المصادر أن الرئيس شعر بأن نائبه بدأ يبني دائرة نفوذ موازية داخل الأجهزة الأمنية والحزب والحكومة، الأمر الذي دفعه إلى التحرك بسرعة وحسم.

وأشارت معلومات إلى أن الرئيس أعاد، خلال الأيام الماضية، كوادره الأمنية والسياسية القديمة إلى دائرة القرار، وعلى رأسهم مستشاره الأمني البارز اللواء توت قلواك، في إطار إعادة تموضع شامل داخل منظومة الحكم.

وتأتي الإطاحة ببنجامين بول ميل، وفق مراقبين، بعد فترة طويلة من التوتر السياسي داخل النخبة الحاكمة، حيث اتُّهم النائب المقال بالاعتماد على التحالفات القبلية والعشائرية لإحكام نفوذه، مقابل ضعف في الإدارة السياسية والاقتصادية، وفشل في ملفات حساسة داخل الحكومة. ويرى مقربون من الرئاسة أن سلفا كير «أراد تصحيح مسار الحكم، ومنع أي محاولة لخلق مركز قوة موازٍ داخل الدولة».

وتشير تحليلات من جوبا إلى أن قرار سلفا كير قد يفتح الباب أمام إعادة تشكيل كاملة لمعادلة السلطة في جنوب السودان، وربما دخول شخصيات جديدة إلى المشهد، في إطار مشروع سياسي يسعى الرئيس إلى تثبيته قبل الانتخابات المقبلة.

ويعتبر مراقبون هذه الإقالة «ضربة استباقية» من سلفا كير لإغلاق الباب أمام أي صراع داخلي قد يهدد استقرار الحكم، مؤكدين أن الخطوة تحمل رسائل واضحة مفادها أن الرئيس لن يسمح بقيام أي مراكز نفوذ خارج سلطته المباشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *