دعا المركز الوطني لمراقبة مبدأ المواطنة وصون التعددية إلى تنظيم مؤتمر إقليمي أو دولي عاجل لبحث أزمة حرب الغذاء والمجاعة في السودان، واصفاً الوضع الإنساني الحالي بأنه الأخطر في تاريخ مشروع الدولة الوطنية الأولى، والذي انهار وبات عاجزاً عن إدارة البلاد إلا في شكله الخارجي، وسط انتهاكات واسعة لحقوق المواطنة جعلت الإنسان والحيوان على حد سواء، بل إن الأخير – وفق تعبير المركز – ربما يعيش أوضاعاً أفضل.
وأوضح المركز في بيان وقّعه محجوب حسين أن الحرب في السودان انتقلت إلى مربع الانتقام والانتقام المضاد، بعد أن تحولت من عناوين وطنية إلى عناوين شعبوية حادة تنذر بـ”الطوفان النهائي”، حيث لم تعد مفاهيم السيادة والوحدة مقدسة، ورافق ذلك ارتكاب جرائم ذبح جماعي بين السودانيين أنفسهم بدوافع عدائية وانتقامية، ما جعلها من أكثر الحروب دموية في تاريخ البلاد.
وكشف المركز عن امتلاكه، عبر بعض منسوبيه السريين، قوائم موثقة بأسماء عدد كبير من الضحايا – من الرجال والنساء والأطفال فوق سن ١٥ عاماً – الذين تعرضوا للذبح، مؤكداً أنه سيعلن هذه الأرقام بعد التحقق النهائي منها.
وأشار البيان إلى أن الجوع بات يُستخدم كسلاح في الحرب، في انتهاك صريح لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، مؤكداً أن ذلك يرقى إلى جريمة حرب ضد الإنسانية.
وطالب المركز بـ3 خطوات عاجلة:
1. دعوة الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية لتنظيم مؤتمر إقليمي عاجل حول المجاعة في السودان.
2. توقيع بروتوكول إنساني برعاية إقليمية ودولية بين جميع الأطراف المسلحة في الأزمة السودانية لتفادي وقوع أكبر جريمة مجاعة ضد الإنسانية.
3. أن يتضمن البروتوكول آليات عمل واضحة، وجهات تنفيذية، ومركزاً وطنياً لتجميع الإغاثة والإشراف وتأمين المسارات الإنسانية في الوسط والغرب والشمال والجنوب، مع اقتراح مدينة مدني لتكون مركز الإغاثة الوطنية المرتبط بالمسارات المحددة.
