شريف عبدالشافع – كاتب و محامي
لا يخفى على أحد الأدوار السالبة للإمارات حيال الأزمة في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل ٢٠٢٣ حتى اللحظة، دويلة الشر هذه تضع ثروات السودان ضمن أولوياتها بعد أن وجدت ضالتها في شخص قائد المليشيا الذي قام بإيداع الذهب المنهوب في خزائنها، فضلًا عن رهن إرادته حتى سولت له نفسه أنه المتحكم في ثروات البلاد والأنهار تجري من تحته، فوسوس له الشيطان أن يكون أميرًا للسودان وأبت السودان إلا أن تظل جمهورية.
فمنذ اندلاع الحرب ظلت دويلة الشر نصيرة للمليشيا، وأنفقت أموالًا طائلة من أجل تمكينها من السلطة، واتخذت وسائل عدة ابتداءً بشراء الذمم لخلق غطاء سياسي للمليشيا لتقديمها للعالم كبديل للحكومة القائمة، وتقديم الرشاوي لحكام الدول المجاورة لتسهيل عملية انسياب المؤن والذخائر للمليشيا، وتسيير جسر جوي لنقل الإمدادات وإخلاء الجرحى وجلب المرتزقة ورعاية أعضاء الحكومة المزعومة والموسومة بتأسيس وتسهيل مهامهم في الأسفار مع توفير منصات إعلامية لعقد مؤتمراتهم، لتأتي بعد ذلك دون خجل لتكون جزءًا من الحل.
دويلة الشر الإمارات منغمسة حتى النخاع في الأزمة السودانية، وكانت سببًا في إطالة أمدها بدعمها السخي، وتتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كافة الانتهاكات التي طالت الشعب السوداني في ماله وعرضه وكرامته وعزته، وإن برزت كالثعلب في ثياب الواعظين.
على الحكومة أن ترفض أي آلية أو منبر أو مؤتمر أو قمة من أجل السودان ودويلة الشر ممثل فيها بأي صفة، لأنها غير محايدة بل هي والمليشيا وجهان لعملة واحدة.
يتبادر إلى ذهني سؤال: لماذا لم تنسحب الإمارات من الرباعية رغم اتهامها الصريح من قبل الدولة بدعمها للمليشيا، وكذلك رغم الشجب والإدانات عبر المسيرات التي انتظمت معظم عواصم العالم؟
دويلة الشر الإمارات مسؤولة عن دماء السودانيين التي سُفكت، وأموالهم التي نُهبت، وأعراضهم التي انتُهكت، وكرامتهم التي امتهنت بسبب النزوح واللجوء، وعن ديارهم التي دُمّرت مهما تدثرت بثوب البراءة. لا شكر الله سعيها وخاب مسعاها.
الشعب السوداني قادر على العيش الكريم من دون الإمارات، وللسودان تاريخ ناصع وإرث تليد قبل قيام دويلة الإمارات، ولأبنائه أيادٍ بيضاء وبصمات واضحة ساهمت في نهضتها، ولكن هي الأيام دُول.
على الحكومة أن تتخذ من الخطوات ما تلجم بها الإمارات عبر انتهاج سياسة واضحة المعالم دون مجاملة ولا مواربة. وعلى الشعب بالداخل الوقوف خلف القيادة لدحر المليشيا وأعوانهم، وعلى المواطنين بدول المهجر رفع أصواتهم عالية ليعلم العالم جرائم المليشيا ومن يقف خلفهم، وعلى الأئمة والدعاة التضرع بالدعاء للقوات المسلحة والقوات المساندة بالنصر المؤزر وعلى دويلة الشر بالويل والثبور.
المجد والخلود لشهدائنا في الفاشر وبارا والنهود وود النورة وفي أي بقعة دنستها المليشيا، والشفاء العاجل لكل الجرحى، وعودًا حميدًا للأسرى والمفقودين، والصبر الجميل لأسرهم المكلومين.
