نشرت يوغندا وحدات من قواتها الخاصة في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بعد تصاعد التوترات بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، وسط مخاوف متزايدة من احتمال انهيار اتفاق السلام والعودة إلى الحرب الأهلية.
أكد اللواء موهوزي كاينيروغابا، قائد قوات الدفاع الشعبي اليوغندية، في سلسلة من المنشورات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، دخول القوات اليوغندية إلى جوبا قائلاً: “قبل يومين، دخلت وحدات قواتنا الخاصة جوبا لتأمينها”. وأضاف: “نحن في قوات الدفاع الشعبي اليوغندية لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، وهو فخامة الرئيس سلفا كير… وأي تحرك ضده هو إعلان حرب على يوغندا ”، مما يعكس التزام كمبالا بدعم حكومة كير في مواجهة أي تهديدات محتملة.
من جانبه، صرح اللواء فليكس كولايجي، المتحدث باسم الجيش اليوغندي، لوكالة أسوشيتد برس، بأن نشر القوات جاء استجابةً لطلب من حكومة جنوب السودان، موضحًا أن الهدف من العملية هو دعم الحكومة وتأمين العاصمة جوبا من أي تقدم محتمل للمتمردين. وأضاف كولايجي: “لقد أرسلنا القوات إلى هناك منذ يومين… نحن لسنا هناك لحفظ السلام”.
تأتي هذه التطورات في أعقاب اعتقال حكومة كير لوزيرين وعدد من المسؤولين العسكريين المقربين من مشار، وهو ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر داخل حكومة الوحدة الوطنية التي تأسست بموجب اتفاق السلام لعام 2018. كما شهدت الأسابيع الأخيرة اشتباكات مسلحة في بلدة الناصر، شمال البلاد، بين القوات الحكومية وقوات موالية لمشار، مما زاد المخاوف من اندلاع مواجهات واسعة النطاق.
منذ استقلال جنوب السودان عن السودان في 2011، شهدت البلاد عدة موجات من الصراع الداخلي، أبرزها الحرب الأهلية التي اندلعت في 2013 بين قوات كير ومشار، وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح الملايين. وكانت يوغندا قد تدخلت عسكريًا آنذاك لدعم كير قبل أن تنسحب لاحقًا بعد توقيع اتفاق السلام.
ترى يوغندا أن استقرار جنوب السودان ضروري لأمنها القومي، إذ تخشى أن يؤدي أي تصعيد عسكري جديد إلى تدفق اللاجئين الأوغنديين عبر الحدود، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. ولم تصدر حكومة جنوب السودان حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن نشر القوات الأوغندية في جوبا، وسط تكهنات بأن هذه الخطوة جاءت بتنسيق مباشر بين كير والرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، الذي لعب سابقًا دورًا محوريًا في جهود السلام بين الفرقاء في جنوب السودان.
