تواصلت لليوم الثاني على التوالي المعارك العنيفة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع التي تشنّ منذ أيام هجمات متتالية على مواقع الفرقة ٢٢ مشاة في محاولة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وبحسب مصادر ميدانية نقلتها منصة أخبار شرق كردفان، فإن المليشيا استخدمت أسلحة ثقيلة وخفيفة تحت غطاء مكثف من الطائرات المسيّرة، فيما ردّت القوات المسلحة بقصف مدفعي مركز على مواقع تحشّد للمهاجمين في أطراف المدينة. وأفادت التقارير بأن مليشيا الدعم السريع دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من دارفور ومناطق حدودية، في مؤشر على نيتها توسيع نطاق المعركة غرب السودان.
من جانبها، ذكرت غرفة طوارئ بابنوسة أن المدينة أصبحت شبه خالية من السكان بعد موجة نزوح شملت أكثر من ١٧٧ ألف شخص، ووصفت الوضع الإنساني بأنه “كارثي” بعد انقطاع الخدمات وتضرر البنية التحتية جراء القصف المستمر.
وفي المقابل، نقلت قناة الشرق السودان عن مصادر تابعة لمليشيا الدعم السريع قولها إنها تمكنت من السيطرة على ثلاثة محاور رئيسية حول المدينة، وأحكمت الحصار على الفرقة ٢٢ مشاة، غير أن القناة أوضحت أنه لا توجد أي تأكيدات مستقلة بشأن صحة هذه الادعاءات حتى الآن.
وتُعد بابنوسة من أهم المدن الواقعة على الطريق الرابط بين كردفان ودارفور، ويمثل سقوطها ـ إن حدث ـ تحولاً خطيراً في مسار الحرب الدائرة، نظراً لموقعها الحيوي في شبكة النقل والإمداد العسكري بالمنطقة.
