اعتقلت مليشيا الدعم السريع مساء الأحد الصحفي معمر إبراهيم، مراسل قناة الجزيرة مباشر في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وذلك عقب سيطرة المليشيا على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر موقع عسكري رئيسي للقوات المسلحة السودانية داخل المدينة.
وظهر معمر إبراهيم في مقطع مصوَّر بثّته المليشيا نفسها محاطًا بعناصر مسلحة، وقد أُجبر على التحدث أمام الكاميرا معلنًا أنه تم اعتقاله أثناء محاولته مغادرة المدينة عبر مسار “آمن”. وخلال التسجيل، قام أحد الجنود بصفعه على وجهه وسط سخريةٍ واضحة من جنود المليشيا، في مشهدٍ مثيرٍ للغضب اعتبره مراقبون دليلاً على استخدام الاعتقال كأداة إذلال واستعراض للقوة.
نقابة الصحفيين السودانيين أدانت الحادثة بشدة، وحمّلت مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة معمر إبراهيم، مطالبةً بإطلاق سراحه الفوري دون قيد أو شرط. كما حذّرت النقابة من أن استمرار احتجاز الصحفي يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد حرية الإعلام، خاصة في ظل انقطاع الاتصالات وتضييق حرية الحركة داخل الفاشر.
ويُعد معمر إبراهيم من أبرز المراسلين الذين واصلوا العمل داخل الفاشر خلال شهور الحصار الطويلة، حيث نقل تقارير ميدانية عن الوضع الإنساني المتدهور، ونقص الغذاء والدواء، واستهداف المدنيين. اعتقاله بهذا الشكل، وبطريقة مصوّرة ومهينة، يمثل — وفق مراقبين — رسالة تخويف ممنهجة موجهة للصحفيين وكل من يوثّق ما يجري في دارفور.
حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تصدر مليشيا الدعم السريع أي بيان رسمي يوضح مكان احتجازه أو وضعه الصحي، فيما تتزايد المخاوف من تعرضه لمعاملة قاسية أو انتهاكات أخرى.
