تقرير – سودان حر ديمقراطي
معلومات أولية عن المصنع :
شيد مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم بحري ، السودان، بين عامي 1992 و 1996، المكونات مستوردة من الولايات المتحدة و السويد وإيطاليا وسويسرا وألمانيا والهند وتايلاند. افتتح رسميا يوم 12 يوليو، 1997.
القصف و تداعياته :
تم إطلاق الصواريخ من السفن الحربية الأمريكية في البحر الاحمر في يوم ٢٠ أغسطس ١٩٩٨ . والعديد منها ضرب مصنع الشفاء للأدوية، حيث ادعت الولايات المتحدة أنه كان يساعد أسامة بن لادن العقل المدبر لهجمات السفارة في تصنيع الأسلحة الكيميائية. وتسببت الغارة في مقتل رجل وإصابة عشرة في السودان.

كما طالبت الحكومة السودانية إدارتي كل من كلينتون و جورج بوش الأب بالاعتذار لكن لم تحصل على شيء؛ لأن المخابرات الأمريكية لا تزال تعتقد أن المحطة لها علاقة بالأسلحة الكيميائية. وفقًا لشهادة ويليام كوهين، “…فإن أجهزة المخابرات الأمريكية حصلت على أدلة مادية من خارج منشأة مصنع الشفاء في السودان دعمت المخاوف طويلة الأمد بشأن دوره المحتمل في جهود تصنيع الأسلحة الكيميائية السودانية التي يمكن أن يستغلها تنظيم القاعدة.”
ومع ذلك، اعترف مسئولون في وقت لاحق أن «الأدلة التي دفعت الرئيس كلينتون أن يأمر بقصف مصنع الشفاء لم تكن موثوقًا بها كما تم تصويرها في البداية»، وفي الواقع، وقال مسئولون في وقت لاحق أنه لا يوجد أي دليل أن المصنع قام بتصنيع أو تخزين غاز الأعصاب، كما كان يشتبه الأمريكيون في البداية ولا كان له علاقة بأسامة بن لادن المقيم في الخرطوم في التسعينيات.
كان مصنع الشفاء المصدر الرئيسي للأدوية في السودان إذ كان يغطي الغالبية العظمى من السوق السوداني. كتب فيرنر دوام (سفير ألمانيا في السودان 1996-2000) مقالاً يقدر فيه خسائر الهجوم بقوله «ربماأدى إلى عشرات الآلاف من القتلى» من المدنيين السودانيين. وكتب المركز الأمريكي للاستخبارات والبحوث تقريرا عام 1999 يشكك في الهجوم على المصنع مما يشير إلى أن معلومات وجود صلة بينه وبين بن لادن لم تكن دقيقة؛ كما وضح جيمس رايزن في نيويورك تايمز :
“وجدد المحللون حاليًا شكوكهم حيث قال مساعد وزيرة الخارجية فيليس أوكلي أن دليل وكالة المخابرات الأمريكية المركزية الذي تم على أساسه الهجوم لم يكن كافيًا. كما طلبت منهم السيدة أوكلي إعادة التحقق ربما هناك بعض المعلومات الاستخباراتية التي لم يتم الاطلاع عليها إلى الآن. جاء الجواب مرة أخرى بسرعة: لم يكن هناك أي أدلة إضافية. ودعت السيدة أوكلي لاجتماع المساعدين الرئيسيين وكان هناك توافق في الآراء: على عكس ما كانت تقوله الإدارة وكانت العلاقة بين مصنع الشفاء والسيد بن لادن ضعيفة.”
وصرح مدير مصنع الشفاء للصناعات الدوائية، الذي ينتقد الحكومة السودانية، للصحفيين مؤخرًا “كنت أملك جردًا بكل المواد الكيميائية وسجلات تاريخ كل موظف. ولم تكن هناك تلك المواد الكيميائية المسماة [غاز الأعصاب] تصنع هنا.” وقد دعت السودان الولايات المتحدة لإجراء اختبارات كيميائية في الموقع للحصول على أدلة لدعم زعمها أن المصنع هو مصنع للأسلحة الكيميائية، لكن رفضت الولايات المتحدة الدعوة للتحقيق. ومع ذلك رفضت الولايات المتحدة الاعتذار رسميًا عن الهجمات.
مالك المصنع :
المصنع مملوك للسيد صلاح أحمد إدريس سوداني الجنسية و هو موظف بنك سابق بالسعودية ، حصل على مكافئة عالية جداً من مُلاك البنك الذي كان يعمل لصالحه نظير خدمة جليلة أنقذ فيها الملاك من الإفلاس ، و كانت عبارة عن عشرات الملايين من الدولارات بحسب الرواية السائدة بدوائر السياسة و الإقتصاد في ذلك الوقت .
جاء بعدها صلاح إدريس الي السودان و بدء في عدة إستثمارات من بينها مصنع الشفاء و الذي إنتهى بالقصف الأمريكي إلا أن صلاح إدريس رفع دعوى عبر شركة محاماة إنجليزية عوِّض فيها بما يربو عن الثلاثين مليون جنيه إسترليني و قد باع المصنع حينها للمهندس بشير حسن بشير صاحب ماركة زيوت فوكس حالياً في السودان .


