يوسف إبراهيم عزت – المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع
نشطت قيادات من النظام البائد بتنسيق معلن مع جيشهم المهزوم وجهاز أمنهم الذي سيطرت قوات الدعم السريع على جميع مقراته بما فيها رئاسته، في قيادة عمل منظم وجماهيري لاستنفار المواطنين في الولايات للقتال معهم في حربهم التي أشعلوها وفشلوا في تحقيق أهدافها بعد سلسلة من الهزائم المتوالية.
لقد كان انسحاب الضباط والجنود الشرفاء من المحرقة بانضمام بعضهم علناً للدعم السريع وآخرين سراً، عوضاً عن كثيرين اختاروا البقاء في منازلهم، درساً أخر للفلول ضاعف من معاناتهم في تحقيق مساعيهم المكشوفة في الوصول إلى الحكم.
نثمن عالياً موقف شباب ومواطني ولاية الخرطوم برفضهم للتسلح والقتال رغم محاولات استفزازهم بشتى السبل بما في ذلك إطلاق ايدي اللصوص الذين اخرجوهم من السجون وألبسوهم زي الدعم السريع واستقدام الالاف عبر عملائهم إلى الخرطوم لارتكاب الجرائم.
إن هذه الحقائق التي نسوقها ليست هروباً للأمام أو هي تبريراً لأي انفلاتات في الخرطوم لأننا نؤمن بمبدأ المحاسبة حتى لجنود ومنسوبي الدعم السريع الذين ارتكبوا أي مخالفات وفقاً لموجهات وقرار قائد قوات الدعم السريع، نحن أيضاً مع مبدأ إيجاد صيغة للتعويض وجبر الضرر لكل متضرري الحرب.
نثمن عالياً أيضاً موقف أهل شرق السودان الذين هزموا خطاب العناصر المجرمة والمطلوبة للعدالة محلياً ودولياً، ونؤكد أن استخبارات الدعم السريع ترصد تحركات الهاربين من المجرمين، وإنها ستعيدهم إلى السجن للوقوف أمام العدالة وفقاً للبلاغات المفتوحة في مواجهتهم بما في ذلك بلاغ انقلاب 1989.
كما نثمن بيان التجمع النوبي وإن اختلفنا معه في التوصيف السليم للقوات لكننا لا نجد حرجاً أن نساند موقفهم المعلن بعدم مناصرة عناصر النظام البائد، كما نثمن موقف لجان مقاومة القولد الرافض لحشد المواطنين بالولاية الشمالية والزج بهم في الحرب التي أشعلها فلول النظام من أجل العودة للحكم. كما نحيي كل السودانيين الرافضين لتحويل الحرب لحرب جهوية أو عنصرية.
لقد خسروا الحرب منذ اليوم الأول وجربوا كل الوسائل لكسب المعركة وهزموا والآن خرجوا علناً لدعوة الشعب السوداني الذي اذاقوه الويل خلال سنين حكمهم، نهبوا موارده ومزقوا وحدته وزرعوا الكراهية بين قبائله وقتلوا الالاف في جرائم اوصلتهم للمحكمة الجنائية الدولية وربطت اسم السودان بالإرهاب.
إن الحرب الراهنة لن تعيدهم إلى السلطة وستكون نهايتهم ونهاية استخدام مؤسسات الشعب بما فيها الجيش للعودة للحكم.
إن طريق شعبنا يتمثل في بناء الدولة الوطنية الفيدرالية، دولة القانون والعدالة والمساواة والحرية، دولة ذات نظام ديمقراطي يختار فيها الشعب من يحكمه لبناء مؤسساتها لخدمة جميع السودانيين، بغض النظر عن عرقهم أو جغرافيتهم أو دينهم، وتأسيس جيش وطني قومي واحد مهمته حماية حدود السودان والدستور والنظام الديمقراطي ولا يقتل شعبه.
كما نؤكد أن قوات الدعم السريع اليوم تضم في صفوفها مقاتلين من كل أقاليم السودان دون استثناء وأي محاولة من عناصر النظام البائد بإعطاء الحرب صبغة قبلية أو جهوية يكذبها الواقع.
إن نهاية الحرب أوشكت بالسلم أو بالمعارك، وأن نتائجها ستقود إلى بناء مستقبل أفضل لكل السودانيين وتنهي الحروب في السودان وتؤسس لوطن يتعايش فيه الجميع بحرية وسلام وعدالة.
